من باب المكاشفة التاريخية لا أكثر
سالم الرحبي
على مر القرون تعاملت عمان برصيدها الحضاري والأخلاقي وإرثها الإنساني العظيم الأمر الذي جعل صفحتها التاريخية ناصعة البياض لم يشبها شائب ، ولكن إذا ما حاولنا أن نطرح بعض الاسئلة من باب المكاشفة والمساءلة مع النفس:
إلى أي مدى كانت الحصافة السياسية على مر القرون الماضية كافية للتعامل مع أجزاء الامبراطورية العمانية؟
وهل قليلاً من التفكير الإمبريالي في قالبه الأبيض كان سيغنينا عن تبعات ما نشهده اليوم؟
ولماذا تركنا الحبل على الغارب تجاه أراضٍ عمانية ممتدة على قارتين رغم القوة العسكرية العمانية الضاربة براً وبحراً في تلك الفترة؟
أما السؤال الأبرز هو: ما الذي ينبغي علينا فعله اليوم؟
تبقى الخلافات الداخلية آفة كل الامبراطوريات على مر العصور ، فمنها تنسج النهايات خيوطها وتتآكل أطرافها ويضيع عمقها.. ومع ذلك شهدت الكثير من الامبراطوريات خلافات عدة لم تجعلها تسلّم الخيط والمخيط للأيام لتدعها تفعل ما تشاء!
لا أحد ينكر تكالب القوى الاستعمارية على الامبراطورية العمانية والسعي إلى تقسيمها وتفتيتها سعياً لإضعافها وهو الأمر الذي نجحوا فيه إلى حد بعيد ومع ذلك بقيت الامبراطورية العمانية رغم تقسيمها تقاوم مقاومة باسلة قبل أن يتم الإجهاز على أهم أطرافها بالمجزرة الشهيرة في زنجبار سبقتها بطبيعة الحال مجازر ومعارك ومكائد كثيرة ، لينتقلوا لاحقاً إلى التقسيم الناعم مستغلين ظروفاً سياسية محلية وإقليمية ودولية.
اصطبغت الامبراطورية العمانية بصبغة العمانيين في إعلاء القيم الإنسانية فلم تتعامل مع المناطق الخاضعة تحت حكمها بصبغة الاستعمار والجلافة بل بصبغة الأخلاق والاحترام فالجميع مكونٌ واحد لامبراطورية واحدة ، إلا ان هذا الأمر ورغم نزاهته الحضارية كانت تنقصه الكثير من الحصافة السياسية أقلها الاحتفاظ بمقر الحاكم كرمز سياسي وهي الإمبريالية في قالبها الأبيض والتي ذكرتها سابقاً.
لقد ذهبت مساحات جغرافية شاسعة عمّرها العمانيون سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ، هذه المساحات لم تكن يوماً أرضاً منتزعة بقوة السلاح بل هي أرض عمانية تاريخياً ، حتى الصراعات التي شابتها كانت بين حكّام عمانيين "ممباسا مثالاً".
قديماً وحديثاً كان وراء كل شبر يطير من أرض عمان أيادٍ خفية ، ورغم إدراك الأمر فإن التحرك لم يكن بحجم خطورة الجرم! لا أقول بأن التفكير كان يجب أن يكون بنفس الطريقة الإمبريالية البشعة التي مارستها وتمارسها الدول الاستعمارية ولكن على الأقل من باب حفظ التاريخ وإثبات السيادة حتى وإن كانت سيادة سابقة، وهو أمر نشاهده في الكثير من الدول التي أعلنت استقلالها حيث نجد أن مقارّ الحكم ومؤسسات الدولة قائمة لتحفظ شيئاً من التاريخ وتحقق بعضاً من المكاسب الاقتصادية.
من الطبيعي والطبيعي جداً أن نجد اليوم من يسعى إلى طمس كل ما هو عماني ، حتى وإن كانت عمان تحاصره من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله على الأقل من باب إثبات الذات والقفز على التاريخ هروباً نحو الأمام، ولكن بما إننا سمحنا له بممارسة ذلك نظراً لهفوات سابقة فعلينا أن نتعامل بحكمة مدروسة وأن نسعى إلى تصحيح ما يمكن تصحيحه.
إذاً كيف يمكننا أن نصحح كل هذا وقد كان ما كان؟
هو السؤال الذي يحتاج إلى باحثين ومنظرين سياسيين وقانونيين للإجابة عنه.
والسكوت طويلاً قد تكون له تداعيات أكبر مما نشاهدها اليوم ، وقد تمتد أفعال المراهقة إلى طيشٍ لا تحمد عقباه، لأن ممارسة الاستفزاز الدائم تجاه الشعب في مقابل الصمت عن هذا الاستفزاز سيؤدي في النهاية إلى نتائج سلبية كبيرة لها انعكاساتها الداخلية والخارجية الخطيرة.
سالم الرحبي
على مر القرون تعاملت عمان برصيدها الحضاري والأخلاقي وإرثها الإنساني العظيم الأمر الذي جعل صفحتها التاريخية ناصعة البياض لم يشبها شائب ، ولكن إذا ما حاولنا أن نطرح بعض الاسئلة من باب المكاشفة والمساءلة مع النفس:
إلى أي مدى كانت الحصافة السياسية على مر القرون الماضية كافية للتعامل مع أجزاء الامبراطورية العمانية؟
وهل قليلاً من التفكير الإمبريالي في قالبه الأبيض كان سيغنينا عن تبعات ما نشهده اليوم؟
ولماذا تركنا الحبل على الغارب تجاه أراضٍ عمانية ممتدة على قارتين رغم القوة العسكرية العمانية الضاربة براً وبحراً في تلك الفترة؟
أما السؤال الأبرز هو: ما الذي ينبغي علينا فعله اليوم؟
تبقى الخلافات الداخلية آفة كل الامبراطوريات على مر العصور ، فمنها تنسج النهايات خيوطها وتتآكل أطرافها ويضيع عمقها.. ومع ذلك شهدت الكثير من الامبراطوريات خلافات عدة لم تجعلها تسلّم الخيط والمخيط للأيام لتدعها تفعل ما تشاء!
لا أحد ينكر تكالب القوى الاستعمارية على الامبراطورية العمانية والسعي إلى تقسيمها وتفتيتها سعياً لإضعافها وهو الأمر الذي نجحوا فيه إلى حد بعيد ومع ذلك بقيت الامبراطورية العمانية رغم تقسيمها تقاوم مقاومة باسلة قبل أن يتم الإجهاز على أهم أطرافها بالمجزرة الشهيرة في زنجبار سبقتها بطبيعة الحال مجازر ومعارك ومكائد كثيرة ، لينتقلوا لاحقاً إلى التقسيم الناعم مستغلين ظروفاً سياسية محلية وإقليمية ودولية.
اصطبغت الامبراطورية العمانية بصبغة العمانيين في إعلاء القيم الإنسانية فلم تتعامل مع المناطق الخاضعة تحت حكمها بصبغة الاستعمار والجلافة بل بصبغة الأخلاق والاحترام فالجميع مكونٌ واحد لامبراطورية واحدة ، إلا ان هذا الأمر ورغم نزاهته الحضارية كانت تنقصه الكثير من الحصافة السياسية أقلها الاحتفاظ بمقر الحاكم كرمز سياسي وهي الإمبريالية في قالبها الأبيض والتي ذكرتها سابقاً.
لقد ذهبت مساحات جغرافية شاسعة عمّرها العمانيون سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ، هذه المساحات لم تكن يوماً أرضاً منتزعة بقوة السلاح بل هي أرض عمانية تاريخياً ، حتى الصراعات التي شابتها كانت بين حكّام عمانيين "ممباسا مثالاً".
قديماً وحديثاً كان وراء كل شبر يطير من أرض عمان أيادٍ خفية ، ورغم إدراك الأمر فإن التحرك لم يكن بحجم خطورة الجرم! لا أقول بأن التفكير كان يجب أن يكون بنفس الطريقة الإمبريالية البشعة التي مارستها وتمارسها الدول الاستعمارية ولكن على الأقل من باب حفظ التاريخ وإثبات السيادة حتى وإن كانت سيادة سابقة، وهو أمر نشاهده في الكثير من الدول التي أعلنت استقلالها حيث نجد أن مقارّ الحكم ومؤسسات الدولة قائمة لتحفظ شيئاً من التاريخ وتحقق بعضاً من المكاسب الاقتصادية.
من الطبيعي والطبيعي جداً أن نجد اليوم من يسعى إلى طمس كل ما هو عماني ، حتى وإن كانت عمان تحاصره من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله على الأقل من باب إثبات الذات والقفز على التاريخ هروباً نحو الأمام، ولكن بما إننا سمحنا له بممارسة ذلك نظراً لهفوات سابقة فعلينا أن نتعامل بحكمة مدروسة وأن نسعى إلى تصحيح ما يمكن تصحيحه.
إذاً كيف يمكننا أن نصحح كل هذا وقد كان ما كان؟
هو السؤال الذي يحتاج إلى باحثين ومنظرين سياسيين وقانونيين للإجابة عنه.
والسكوت طويلاً قد تكون له تداعيات أكبر مما نشاهدها اليوم ، وقد تمتد أفعال المراهقة إلى طيشٍ لا تحمد عقباه، لأن ممارسة الاستفزاز الدائم تجاه الشعب في مقابل الصمت عن هذا الاستفزاز سيؤدي في النهاية إلى نتائج سلبية كبيرة لها انعكاساتها الداخلية والخارجية الخطيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق